متابعة أخبار العملات الرقمية: ارتفاع كبير في أسعار العملات البديلة، والبيتكوين تقفز مع اكتساب الأصول الرقمية زخمًا عالميًا

تشهد سوق العملات الرقمية تطورات كبيرة، مع تدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين والإيثر، إلى جانب إشارات فنية إيجابية للبيتكوين، وتحسن أداء العملات البديلة بعد خفض أسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي. تسلط هذه الاتجاهات الضوء على ثقة المستثمرين المتزايدة في الأصول الرقمية، والدور المتزايد الذي تلعبه في المشهد السياسي، فضلًا عن التوسع في تبني الأصول المشفرة عبر الاقتصادات العالمية مثل جنوب إفريقيا.

شهدت صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) في البيتكوين والإيثريوم تدفقات جديدة، والتي تعكس استمرار اهتمام المستثمرين بتداول العملات الرقمية من خلال هذه الأدوات المالية. استفادت صناديق الاستثمار المتداولة الرئيسية بشكل ملحوظ من هذا الاتجاه، حيث اجتذبت الصناديق الرائدة استثمارات كبيرة. يعكس هذا الزخم ثقة متزايدة في صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين كوسيلة للاستثمار في العملات الرقمية.
وعلى صعيد الإيثريوم، ورغم ملاحظة تدفقات داخلة عبر جميع الصناديق المتداولة في البورصة، كانت المكاسب أكثر تركيزًا على صناديق معينة كانت هي المستفيد الأكبر. وعلى الرغم من التدفقات الخارجة خلال الفترات السابقة، فإن الحيازات التراكمية لهذه الصناديق تشكل حصة كبيرة من القيمة السوقية الإجمالية للإيثريوم. وتسلط التدفقات المستمرة داخل كل من صناديق البيتكوين والإيثريوم المتداولة الضوء على دورها المؤثر في سوق العملات الرقمية الأوسع نطاقًا وتشير إلى نظرة إيجابية بين المستثمرين.

واصل سعر البيتكوين مساره الصاعد منذ 17 سبتمبر، بعد تشكيل نمط انعكاس فني يُعرف باسم “الموجة الفاشلة”، حيث فشل القاع 57,486.650 في تجاوز القاع السابق. وبدلاً من ذلك، كسر السعر اعلى مستوى المقاومة الرئيسي عند 60,571.638، مما مهد الطريق لمزيد من المكاسب. ودعم الطلب المتزايد على البيتكوين هذه الخطوة، مع وجود العديد من الإشارات الفنية الصاعدة التي عززت الزخم الصعودي.

ظهر “تقاطع ذهبي” على الرسم البياني في 22 سبتمبر، وهي إشارة صعودية قوية حدثت عندما قطع المتوسط المتحرك الأسي 20 أعلى المتوسط المتحرك الأسي 50، مما أدى إلى تسارع وتيرة الصعود. بالإضافة إلى ذلك، تدعم مؤشرات مثل مذبذب الزخم ومؤشر القوة النسبية (RSI) التوقعات الصعودية، مع قراءات أعلى من خطوط الأساس عند 100 و50.
إذا استمرت ظروف السوق الصاعدة، فإن الأهداف السعرية المحتملة لعملة البيتكوين تشمل 65,563.149$، و70,073.738$، و73,864.238$. ومع ذلك، فإن الاختراق الكبير أسفل مستوى الدعم الحرج عند 57,486.650$ قد يشير إلى انعكاس هبوطي، مع أهداف هبوطية عند 52,509.972$، و48,887.162$، و46,924.320$.

قالت بلومبرج في تقرير لها أن نائبة الرئيس كامالا هاريس تعهدت في حديثها أثناء فعالية لجمع التبرعات في مدينة نيويورك، بدعم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية إذا تم انتخابها، ووعدت بتعزيز الابتكار مع ضمان حماية المستهلكين والمستثمرين. وأكدت هاريس على التعاون بين العمال والشركات الصغيرة والشركات الكبرى لتعزيز القدرة التنافسية لأمريكا. كانت تصريحاتها بمثابة أول موقف علني لها بشأن العملات الرقمية كمرشحة رئاسية ديمقراطية. يأتي هذا في الوقت الذي تلعب فيه صناعة العملات الرقمية دورًا متزايدًا في انتخابات 2024، مع تبرعات كبيرة تشكل المشهد السياسي.
من ناحية أخرى، سعى الرئيس السابق دونالد ترامب، المنافس الجمهوري لهاريس، بنشاط للحصول على دعم قطاع العملات الرقمية، ووعد بتعيين هيئات تنظيمية صديقة للصناعة وإنشاء إطار تنظيمي للعملات المستقرة.
في الأسبوع الماضي، قام ترامب بمبادرة للحصول على دعم مجتمع العملات الرقمية من خلال استخدام البيتكوين لشراء البرجر في أحد الحانات التي تركز على العملات الرقمية في مدينة نيويورك.

تقدم الاقتصادات الأفريقية فرص قوية لتصبح مراكز رئيسية لتبني الأصول الرقمية، مع ظهور جنوب أفريقيا كقائدة بسبب التشريعات الاستباقية ومنصات التداول العملاقة. تضع بيئة الأعمال المواتية والإطار القانوني جنوب أفريقيا كبوابة لتوسع الأصول المشفرة في جميع أنحاء القارة. منحت هيئة سلوك القطاع المالي في جنوب إفريقيا (FSCA) مؤخرًا تراخيص جديدة لمزودي خدمات الأصول الرقمية (CASP) للبورصات المحلية. من المتوقع أن تسجل سوق العملات الرقمية في جنوب إفريقيا إيرادات بقيمة 246 مليون دولار في 2024، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.86٪، ومن المحتمل أن تنمو إلى 332.9 مليون دولار بحلول عام 2028.

بعد أن أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، شهدت العملات البديلة ارتفاعًا كبيرًا، متفوقة على كل من البيتكوين والإيثر. ارتفعت القيمة السوقية لأكبر 125 عملة رقمية، باستثناء البيتكوين والإيثر، بنسبة 5.7٪، في حين ارتفعت القيمة السوقية للبيتكوين بنسبة 4.4٪. يعزو الخبراء هذا الاختلاف إلى حساسية العملات البديلة الأكبر وانخفاض السيولة، مما يجعلها أكثر تقلبًا واستجابة لتغيرات السوق. ربما أدت الفترة الأخيرة من البيع المفرط للعملات البديلة أيضًا إلى تضخيم انتعاشها. على الرغم من وصول البيتكوين إلى ما يزيد عن 64000 دولار – وهو السعر الذي شوهد آخر مرة في 26 أغسطس – فقد حققت العملات البديلة أفضل أداء في السوق بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي.

لا يزال سوق العملات الرقمية يشهد تطورات متسارعة، حيث تستجيب البيتكوين والإيثريوم والعملات البديلة بشكل ديناميكي للإشارات الفنية والأحداث الاقتصادية الأوسع نطاقًا، مثل تخفيضات أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي. ويتجلى الاهتمام المتزايد بالأصول الرقمية في التدفقات المتزايدة إلى صناديق الاستثمار المتداولة والتوسع في تبنيها في مناطق مثل جنوب إفريقيا. ومع احتلال العملات الرقمية مركز الصدارة في المشهدين المالي والسياسي، أصبح دورها في تشكيل الأسواق المستقبلية مهمًا بشكل متزايد.