يشهد سوق النفط العالمي تغيرات مستمرة في ظل التطورات الأخيرة التي طرأت على توقعات الطلب ومستويات المخزون والتوترات الجيوسياسية. خفضت أوبك من توقعاتها لنمو الطلب على النفط في عام 2024 في ظل تباطؤ الاستهلاك في الصين بوتيرة أكبر من المتوقع. ويشكل ضعف الطلب الصيني معضلة بالنسبة لتحالف أوبك+ حيث سيتعين عليه اتخاذ قرار بشأن زيادة الإنتاج من عدمه خلال الأشهر القادمة. في هذه الأثناء، تراجعت أسعار النفط الأمريكي بعد زيادة مفاجئة في حجم المخزونات، والتي عززت بدورها المخاوف من حدوث تخمة في المعروض العالمي. وتضيف المخاطر الجيوسياسية المستمرة، لا سيما في الشرق الأوسط، إلى حالة عدم اليقين السائدة في السوق. ترجح المؤشرات الفنية أن أسعار النفط الخام تتحرك حاليًا في سياق اتجاه هابط، فيما قد تحدد مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية وجهة حركة السعر في المستقبل.
أوبك تخفض توقعات الطلب على النفط في 2024 وسط مخاوف من الصين
خفضت منظمة أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2024 إلى 2.11 مليون برميل يوميًا مقارنةً مع التوقعات السابقة التي رجحت هذا الرقم عند 2.25 مليون برميل، وهو ما يُعزى بشكل رئيسي إلى ضعف الطلب في الصين. يسلط هذا التراجع الضوء على التحديات التي تواجهها أوبك+ في تحديد الموعد المناسب لزيادة الإنتاج بدءًا من أكتوبر. وحتى برغم تلك التوقعات المنخفضة، يرى البعض أن تقديرات أوبك لنمو الطلب لا تزال أعلى من توقعات الصناعة، مثل وكالة الطاقة الدولية، والتي تتوقع نموًا بنسبة أقل بكثير. وسلط التقرير أيضًا الضوء على زيادة الإنتاج من أعضاء أوبك+ بشكل طفيف خلال يوليو، بينما لا يزال أمام الكارتل النفطي متسعًا من الوقت قبل اتخاذ قرار بشأن استراتيجية الإنتاج في أكتوبر.
ارتفاع مخزونات النفط الخام
تراجعت أسعار النفط بعد أن كشف تقرير حكومي في الولايات المتحدة عن زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام، والتي ارتفعت بمقدار 1.36 مليون برميل بعد سلسلة من الانخفاضات التي استمرت على مدار ستة أسابيع. أدى ذلك إلى تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.8% لينهي عند التسوية أسفل 77$ للبرميل، فيما أغلق خام برنت أسفل 80$. أدّى هذا الارتفاع المفاجئ إلى إثارة مخاوف بشأن تخمة المعروض العالمي من النفط في وقت لاحق من العام. ولكن برغم هذا الارتفاع، هبطت مخزونات الديزل والبنزين في إشارة إلى استقرار الطلب خلال موسم القيادة الصيفي. في هذه الأثناء، جاءت بيانات التضخم الأمريكية متوافقة مع التوقعات، بينما لا تزال المخاطر الجيوسياسية، لا سيما تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، تلوح في الأفق وتخلق غيومًا كثيفة في السوق.
التوترات الجيوسياسية
تراجعت أسعار النفط بعد أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إيران قد تمتنع عن مهاجمة إسرائيل إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. برغم ذلك، ذكر بايدن أن هناك صعوبة متزايدة في التوصل إلى هكذا اتفاق، وذلك بحسب ما ذكرته شبكة cmbc. وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في وقت سابق من هذا الأسبوع في ظل اتساع حدة التوترات بين إيران وإسرائيل، لكن أدت المخاوف بشأن ضعف الطلب في الصين إلى التخلي عن تلك المكاسب. أغلق النفط الخام الأمريكي تعاملات اليوم دون مستوى 77$ للبرميل، فيما تراجع خام برنت أسفل 80$. لا يزال السوق غير مستقر في ظل استمرار المخاطر الجيوسياسية وتغير اتجاهات الطلب العالمي. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت مخزونات الخام الأمريكي، فيما انخفضت مخزونات البنزين بسبب الطلب المتواضع وانخفاض الإنتاج.
الأهداف الفنية للأسعار
واصل النفط الخام اتجاهه الهابط منذ 5 يوليو، وتحديدًا منذ أن شكل السعر نموذج انعكاسي هبوطي للشموع اليابانية، وهو النجم الساقط. وكما كان متوقعًا، شكلت السعر سلسلة من القمم والقيعان المتناقصة، فيما تراجع مذبذب الزخم ومؤشر القوة النسبية إلى ما دون خط الأساس 150 على التوالي.
إذا طبقنا أداة تصحيحات فيبوناتشي على الموجة السعرية الأخيرة، سيظهر اثنين من خطوط الدعم المحتملة. يتواجد الأول عند 68.26$ للبرميل، والذي يتزامن مع القاع الذي شكله السعر في 12 ديسمبر 2023، يليه حاجز امتداد فيبوناتشي 261.8%. إذا انتقلنا إلى السيناريو الهبوطي، يتواجد الهدف الرئيسي عند 61.82$، والذي يعكس حاجز امتداد فيبوناتشي 423.6% للموجة الأخيرة.
على الجانب الآخر، إذا تمكنت أسعار النفط من الكسر أعلى المقاومة المحورية 79.49، فإن ذلك سيمهد الطريق لاستهداف 81.66$ و84.27$ دولار للبرميل.
خاتمة
في الختام، عدّلت أوبك توقعاتها لنمو الطلب على النفط خلال 2024 لترجح انخفاضه في ظل ضعف الطلب من الصين، وهو ما قد يعقد مهمة اتخاذ القرار بشأن بدء رفع الإنتاج في أكتوبر. في هذه الأثناء، انخفض سعر النفط الأمريكي بعد قفزة مفاجئة في المخزونات، والتي أثارت بدورها مخاوف بشأن حدوث فائض في المعروض العالمي. وغذت التوترات الجيوسياسية، لا سيما بين إيران وإسرائيل، تقلبات السوق حيث شهدت الأسعار تذبذبات حادة بحسب تطورات الموقف الحالي. يشير التحليل الفني إلى أن النفط الخام يتحرك في سياق اتجاه هبوطي، بينما تتواجد مستويات الدعم المحتملة عند 68.26$ و61.8$ للبرميل، فيما قد يؤدي الكسر أعلى 79.49$ إلى فتح الطريق أمام أهداف صعودية جديدة.
إخلاء المسؤولية: أي مواد أو معلومات منشورة هنا مُخصصة لأغراض تسويقية عامة فحسب، ولا تُشكل نصيحة أو توصية استثمارية أو دعوة لشراء أي أداة مالية و/أو المشاركة في أي معاملة مالية. المستثمر هو المسؤول الوحيد عن مخاطر قراراته الاستثمارية، وإذا ارتأى أن أي استثمار مناسب من وجهة نظره، ينبغي عليه طلب استشارة مهنية مستقلة بخصوص ذلك قبل اتخاذ أي قرار. لا تضع التحليلات والتعليقات المقدمة هنا في الاعتبار أهدافك الاستثمارية أو ظروفك المالية أو احتياجاتك الشخصية. يرجى قراءة إخلاء المسؤولية عن أبحاث الاستثمار غير المستقلة كاملًا من هنا.
الإفصاح عن المخاطر: عقود الفروقات هي أدوات مالية مركبة وتنطوي على مخاطر مرتفعة لخسارة أموالك بسرعة. اقرأ بيان الإفصاح عن المخاطر كاملاً هنا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا الإلكتروني.
، وتؤكد أنك لست مقيمًا في الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة بما يتماشى مع سياستنا بعدم تقديم الخدمات المالية في تلك المناطق. سياسة ملفات تعريف الارتباط بالنقر على “موافق”، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط كما هو موضح في
تداول المنتجات بالرافعة المالية قد لا يكون مناسبًا للجميع وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال بالكامل. يرجى التأكد من أنك تفهم تمامًا المخاطر التي ينطوي عليها وما إذا كان التداول مناسبًا لك من عدمه. اقرأ بيان الإفصاح الكامل عن المخاطر من هنا.