الذهب يتألق عند مستويات تاريخية: خفض الفائدة الأمريكية يلوح في الأفق وسط توترات عالمية

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة الفيدرالية الوشيك وزيادة الطلب على الملاذ الآمن مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية العالمية والانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. ارتفع المعدن الثمين بأكثر من 20٪ هذا العام، ليصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق ويجذب اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين المؤسسيين والأفراد. كما شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات كبيرة، مما دفع الأصول العالمية قيد الإدارة إلى مستوى قياسي بلغ 257 مليار دولار. ويتوقع المحللون أن يستمر مسار الذهب الصاعد، مع توقع البعض أن تصل الأسعار إلى 3000 دولار للأوقية بحلول منتصف عام 2025. تدعم المؤشرات الفنية الاتجاه الصعودي، إلا أن علامات التصحيح المحتمل للسوق تشير إلى أن المستثمرين يجب أن يمضوا قدمًا بتفاؤل حذر.

سجل الذهب مستويات تاريخية جديدة، مواصلاً مسيرة الصعود التي غذتها توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي. وبلغ سعر الذهب 2589.48 دولار للأوقية أمس، مما يضعه على المسار لتحقيق مكسب أسبوعي بأكثر من 3.25%. وارتفع المعدن بأكثر من 20% هذا العام، بدعم من عمليات الشراء من جانب البنوك المركزية، والطلب عليه كملاذ آمن وسط الصراعات العالمية، وكذلك الاهتمام المتزايد من جانب المستثمرين الأفراد.

دفع خفض أسعار الفائدة المتوقع من جانب الاحتياطي الفيدرالي، والذي ربما يصل إلى 50 نقطة أساس، المتداولين إلى زيادة رهاناتهم الصعودية على الذهب، والذي يستفيد عادة من انخفاض أسعار الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، ساهم اهتمام المستثمرين بصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب أيضًا في ارتفاع المعدن الأصفر. كما دعم ضعف الدولار الأمريكي سعر الذهب ومكاسب الفضة والبلاتين والبلاديوم المتواضعة.

شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب العالمية تدفقات قوية في أغسطس 2024 للشهر الرابع على التوالي، مضيفة 2.1 مليار دولار. ووفقًا لمجلس الذهب العالمي، كان هذا الارتفاع مدفوعًا بشكل أساسي بالطلب القوي من الصناديق في الاقتصادات الغربية. دفعت هذه التدفقات الأصول العالمية قيد الإدارة إلى مستوى قياسي 257 مليار دولار. وارتفع إجمالي حيازات الذهب بمقدار 29 طنًا إلى 3182 طنًا بحلول نهاية الشهر، مواصلاً انتعاشًا دام أربعة أشهر. قادت أمريكا الشمالية التدفقات بقيمة 1.4 مليار دولار بسبب إشارات التيسير النقدي من بنك الاحتياطي الفيدرالي والتوترات الجيوسياسية، بينما شهدت أوروبا وآسيا تدفقات أكثر تواضعًا. بالإضافة إلى ذلك، سجلت جنوب إفريقيا وأستراليا تدفقات قوية.

فيما يلي عوائد بعض صناديق الذهب المتداولة والتي حققت عوائد أعلى من 24.8%:

• iShares Gold Trust: 24.84%
• Goldman Sachs Physical Gold ETF: 24.88%
• ABRDN Physical Gold Shares ETF: 24.86%
• GraniteShares Gold Trust: 24.93%
• SPDR Gold MiniShares: 24.91%

بلغت أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة، بينما يتوقع المحللون مكاسب إضافية مع اقتراب اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي القادم. يذكر المحللون بأن الذهب يزدهر في ظل حالة عدم اليقين، مسلطين الضوء على عوامل مثل الانتخابات والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط وأوكرانيا. تعمل هذه الشكوك الجيوسياسية على تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن.

ومن بين العوامل الرئيسية الأخرى التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع. تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب مقارنة بالأصول التي تُدر فائدة مثل سندات الخزانة، كما تميل إلى إضعاف الدولار الأمريكي، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين بعملات أخرى. ويتوقع المحللون أن تصل أسعار الذهب إلى 3000 دولار للأوقية بحلول منتصف عام 2025، مع توقع متوسط 2600 دولار للأوقية في الربع الرابع من 2024.

سجل الذهب مؤخرًا أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2589.49$ للأوقية، متجاوزًا رقمه القياسي السابق 2585.95$ المسجل في 13 سبتمبر. وتُغذي المشاعر الإيجابية في السوق والتوترات الجيوسياسية والانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة مكاسب المعدن الثمين. كما تدعم المؤشرات الفنية، مثل بولينجر باند ومؤشر القوة النسبية ومذبذب الزخم والمتوسط المتحرك الأسي الاتجاه الصعودي. وعلى وجه الخصوص، يتداول السعر أعلى المتوسط المتحرك الأسي 50، ومذبذب الزخم، ومؤشر القوة النسبية، حيث تتحرك تلك المؤشرات أعلى خطوط الأساس 50 و100 على التوالي. كما يشير اتساع نطاقات بولينجر باند وإغلاق الأسعار فوق النطاق العلوي إلى استمرار الاتجاه الصعودي. برغم ذلك، هناك تباعد سلبي (دايفرجنس) بين المذبذبات وحركة السعر، مما يرجح حدوث تصحيح هبوطي وشيك. ستظهر أهداف السعر التالية عند تطبيق أداة تصحيح فيبوناتشي على الرسم البياني: 2628.25$ و2724.98$.

يدفع الطلب على الملاذ الآمن، وتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، والتوترات الجيوسياسية العالمية الذهب إلى مستويات قياسية جديدة. يتوقع المحللون المزيد من المكاسب في ظل وجود معنويات إيجابية في السوق ومؤشرات فنية تدعم الاتجاه الصعودي، ليصل المعدن الأصفر إلى 3000 دولار للأوقية بحلول منتصف 2025. برغم ذلك، تشير علامات التصحيح الهبوطي المحتمل للسوق إلى أنه ينبغي للمستثمرين أن يظلوا حذرين أثناء مراقبة أهداف الأسعار الرئيسية.