العنوان: الفضة تتراجع بسبب التباطؤ الصيني: البيانات الاقتصادية وقرارات الفيدرالي تحت دائرة الضوء

تواجه أسعار الفضة ضغوطًا هبوطية في ظل التباطؤ الاقتصادي في الصين وضعف الطلب في آسيا عمومًا، فضلًا عن قوة الدولار الأمريكي. ويترقب المستثمرون صدور عدد من البيانات الاقتصادية المهمة لقياس تحركات السوق المستقبلية وسط احتمالات قوية بخفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة والتوترات الجيوسياسية التي تؤثر بشكل أكبر على الطلب على الفضة والذهب.

أتت أسعار الفضة تحت ضغوط هبوطية لليوم الخامس على التوالي وسط مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، والذي أثار بدوره القلق بشأن طلب التنين الأسيوي على الفضة للأغراض الصناعية. علاوة على ذلك، ساهمت قوة الدولار الأمريكي في تقليل جاذبية الفضة حيث تجعل منها أكثر تكلفة للمشترين الأجانب، لذا تؤثر السياسات النقدية بشكل ملحوظ على أسعار الفضة، لا سيما تلك التي تتبناها البنوك المركزية الكبرى مثل الاحتياطي الفيدرالي. وتقلل أسعار الفائدة المنخفضة عادةً من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المُدِرة للعائد مثل الفضة، وهو ما يزيد جاذبيتها بين المستثمرين. لذلك من المفترض أن يؤدي خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة إلى دعم الطلب على الفضة. علاوة على ذلك، تلعب الفضة في دور الملاذ الآمن في أوقات التوترات الجيوسياسية، وهو ما يزيد بالتبعية من جاذبيتها الاستثمارية.

تتداول الفضة حاليًا أسفل خط المتوسط المتحرك الأُسي لفترة 50 وتقترب من خط الدعم المحوري عند 28.566. الكسر بشكل حاسم أسفل هذا المستوى سيعيد إحياء الاتجاه الهبوطي ويرجح مواصلة انخفاض الأسعار. تتواجد الأهداف الفنية المحتملة للحركة الهبوطية عند 26.582 و25.760 و23.370 على التوالي.

تسبب إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم الترشح في الانتخابات الرئيسية لعام 2024 في إثارة حالة من عدم اليقين في السوق. يفضل المستثمرون عادةً العمل في ظل ظروف واضحة ومستقرة، لذا يتخذون الآن موقفًا أكثر حذرًا تجاه الاستثمار في الأصول ذات المخاطر المرتفعة. وبرغم أن الفضة تستفيد عادةً في أوقات عدم اليقين بسبب وضعها كملاذ آمن، إلا أن ضعف الطلب الصناعي، خاصةً في الصين، لا يزال يمثل تحديًا هائلًا أمام استئناف الاتجاه الصعودي.

من الوارد أيضًا أن تزداد تقلبات أسعار الفضة إذا نظرت الأسواق إلى كامالا هاريس على أنها منافس أضعف للرئيس السابق دونالد ترامب، حيث من المفترض أن يضعف هذا السيناريو ثقة الأسواق ويؤثر بالتبعية على استراتيجيات الاستثمار.

يراقب المستثمرون عن كثب التقارير الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع، مع التركيز بشكل خاص على بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي التي ستصدر في الولايات المتحدة يوم الجمعة. ستقدم هذه البيانات، إلى جانب مؤشرات أخرى مثل مبيعات المنازل القائمة ونمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، رؤى ثاقبة حول الاتجاه المحتمل للسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، وهو ما سيؤثر بطبيعة الحال على قرارات المستثمرين.

من المرجح أن يدعم مزيج يجمع بين التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة، وعدم اليقين السياسي، والتوترات الجيوسياسية، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين، أسعار الذهب والفضة خلال الأشهر القليلة المقبلة. برغم ذلك، فإن التأثير السلبي لانخفاض الطلب الصناعي على الفضة خلال الفترة الحالية في كُلًا من الصين وآسيا يتفوق على المنافع المحتملة من تدفقات الملاذ الآمن.

في الختام، يمكن القول أن أسعار الذهب لا تزال تواجه ضغوط هبوطية بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين وقوة الدولار الأمريكي. يراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية القادمة لتوقع الخطوات التالية للاحتياطي الفيدرالي، والتي ستؤثر على الجاذبية الاستثمارية للفضة. وبرغم أن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية، قد تقدم دعمًا لأسعار الفضة والذهب في المستقبل، إلا أن ضعف الطلب الصناعي في الصين وآسيا يلقي بظلاله الكثيفة على تدفقات الملاذ الآمن تجاه الفضة في الوقت الراهن.