: الفرنك السويسري يرتفع مع ازدياد جاذبية الملاذ الآمن في ظل حالة عدم اليقين العالمية

عوض الفرنك السويسري جميع الخسائر التي تكبدها منذ بداية العام مستفيدًا من موجة نفور المخاطرة التي حفزها القلق بشأن الركود في الولايات المتحدة، وتباطؤ الاقتصاد العالمي، والتوترات الجيوسياسية المستمرة. ويبدو أن الفرنك السويسري يفوز كخيار الملاذ الآمن الأكثر تفضيلًا لدى كثير من المستثمرين على المدى الطويل.

حقق الفرنك السويسري مكاسب بأكثر من 5% مقابل الدولار الأمريكي، و4% مقابل اليورو، و5% مقابل الجنيه الإسترليني، وذلك على الرغم من خفض أسعار الفائدة مرتين حتى الآن، في مارس ويونيو 2024، فضلًا عن توقعات المستثمرين بخفض إضافي خلال الشهر القادم.
ووفقًا لمقال نُشر مؤخرًا في بلومبرج، حثّت أكبر مجموعة للضغط، Swissmen، والتي تمثل مصالح القطاع الصناعي في سويسرا البنك الوطني السويسري على اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الارتفاع السريع في قيمة الفرنك، محذرين من أنه يُعرض التعافي الصناعي في البلاد للخطر ويضر بمصالح المستثمرين. ودعت Swissmen البنك المركزي إلى استخدام صلاحياته لإيقاف مكاسب العملة المحلية، والتي تهدد التحسن الأخير في حجم الصادرات. وبرغم أن البنك الوطني السويسري قد تدخل في السابق في أسواق العملات، إلا أنه يركز هذا العام على خفض أسعار الفائدة.

شتهر الفرنك السويسري تاريخيًا باستقراره وموثوقيته، ما يجعله واحد من أهم الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات الاضطرابات المالية. كما يُستخدم الفرنك على نطاق واسع كعملة احتياطي عالمية، ويحتل المرتبة السادسة في قائمة العملات الأكثر تداولًا حول العالم. يُرجح المحللون أن المسار الصعودي للفرنك السويسري لن ينتهي قريبًا، مشيرين إلى استمراره في ظل الظروف الراهنة.

وبرغم أن تيسير السياسة النقدية يؤثر عادةً بشكل سلبي على العملة المعنية، إلا أن حالة الضبابية الاقتصادية والسياسية تعزز جاذبية الفرنك كاستثمار آمن. تتوقع الأسواق أن يخفض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بـ 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في 26 سبتمبر، كما ترى الأسواق فرصة بنسبة 60% لخفض إضافي في ديسمبر، وبالتالي قد تبلغ إجمالي الاستقطاعات حتى نهاية العام 0.75%.

وجد الفرنك السويسري دعمًا قويًا من تصفية ما يُعرف بصفقات “الكاري تريد”. يتطلب ذلك قيام المستثمرين بإعادة شراء العملة المقترضة ما يؤدي إلى زيادة الطلب عليها. تنطوي استراتيجية الكاري تريد على اقتراض المستثمرين بعملة منخفضة العائد مثل الفرنك السويسري واستخدامها للاستثمار في عملات مرتفعة العائد بهدف الاستفادة من الفروق في أسعار الفائدة. يلجأ المستثمرون لعكس هذه الصفقات إذا تغيرت الظروف المالية أو أصبح مزاج السوق أكثر عزوفًا عن المخاطرة، وهو ما ينطوي في هذه الحالة على إعادة شراء الفرنك السويسري، وبالتبعية ارتفاع سعره

عوض الفرنك السويسري جميع الخسائر التي تكبدها منذ بداية العام مدعومًا بحالة عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية حول العالم، ما جعله أحد الملاذات الآمنة الجاذبة للمستثمرين على المدى الطويل. حقق الفرنك مكاسب قوية مقابل العملات الرئيسية حتى برغم خفض سعر الفائدة عدة مرات. ودفعت قوة الفرنك البنك المركزي إلى اتخاذ إجراءات لحماية القطاع الصناعي. برغم ذلك، استفاد الفرنك من سمعته كعملة مستقرة، بالإضافة إلى تصفية صفقت الكاري تريد، حيث ارتفعت قيمته بصورة ملحوظة، وهو السيناريو الذي يتوقع المحللون استمراره في ظل استمرار التحديات السياسية والاقتصادية العالمية.