تمثل انتخابات الرئاسة الأمريكية منعطفًا حاسمًا في تاريخ الشعب الأمريكي، والذي يواجه العديد من التحديات الناشئة وطويلة الأجل. أظهر الاقتصاد الأمريكي تماسكه على مدار السنوات الخمس عشر الماضية، حيث تمكن من تجاوز أزمات كبرى مثل الانهيار المالي في 2008، والاضطرابات الهائلة التي تسببت فيها جائحة كوفيد19. حافظت الولايات المتحدة أيضًا على مكانتها كأكبر اقتصاد في العالم، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي 27.36 ترليون$ في عام 2023، كما أضاف الاقتصاد ملايين الوظائف وحافظ على نمو ثابت بالتوازي مع استقرار معدل البطالة على حدود 4%. برغم ذلك، تُخفي هذه الإنجازات وراءها معضلات جوهرية مثل التفاوت في الدخل وارتفاع التضخم وتزايد حدة الانقسام السياسي.
يجد الأمريكيون أنفسهم أمام رؤيتين متناقضتين بشكل جوهري لمستقبل البلاد قبل أيام قليلة من التوجه للإدلاء بأصواتهم. لذلك قد تعيد نتيجة هذه الانتخابات تشكيل النسيج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للبلاد لسنوات قادمة. تتعمق هذه المقالة في العديد من مواضع الجدل الرئيسية، والأحداث القادمة، والآثار المُحتملة للسياسات التي يتبناها كُل مُرشَح بهدف إلقاء نظرة فاحصة حول كيف يمكن أن تشكل قيادة ترامب وهاريس مستقبل البلاد.
فهم المُجمَّع الانتخابي والطريق إلى البيت الأبيض
يُنتخب الرئيس في الولايات المتحدة من خلال عملية تُعرف باسم “المجمَع الانتخابي”، وهو نظام فريد صممه مؤسسو الأُمّة “لتحقيق التوازن بين نفوذ الولايات ذات الكثافة السكانية المرتفعة والمنخفضة.”
يُدلي الناخبون أولًا بأصواتهم في انتخابات عامة تُعقد يوم الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر كُل أربع سنوات. وبرغم أهمية هذه الأصوات، إلا أنها لا تنتخب الرئيس بشكل مُباشر، بل يختار الناخبون مجموعة من المرشحين -أعضاء المُجمع الانتخابي– الذين يتعهدون بدعم مُرشَّح مُعين. ويتساوى عدد المُنتخبَين من كُل ولاية مع إجمالي عدد ممثلي هذه الولاية في مجلسي الشيوخ والنواب في الكونجرس الأمريكي.
يبلغ إجمالي عدد أعضاء المُجمَع الانتخابي 538، ويحتاج المُرشح للفوز بالرئاسة إلى أغلبية مُطلَقة -270 صوت انتخابي. وتطبق معظم الولايات نظام “الفائز يحصل على كُل شيء”، وهو ما يعني أن المُرشَح الذي يحصل على أعلى عدد من الأصوات في إحدى الولايات سيحصد جميع الأصوات الانتخابية لتلك الولاية. هُناك ولايتان فقط، مين ونبراسكا، توزعان أصوات الناخبين على مُرشحي المُجمَع الانتخابي بطريقة تناسبية.
بمجرد انتهاء الانتخابات العامة، يجتمع أعضاء المُجمَع الانتخابي في ديسمبر للإدلاء بأصواتهم وانتخاب الرئيس ونائب الرئيس بشكل رسمي. تُرسل هذه النتائج بعد ذلك إلى الكونجرس لإقرارها، حيث يتم فرزها رسميًا في أوائل يناير. تنتقل مسؤولية اختيار الرئيس إلى مجلس النواب إذا لم يحصل أي من المُرشحين على أغلبية المُجمع الانتخابي، حيث يدلي كُل ممثَّل عن الولاية بصوت واحد.
تُقام مراسم تنصيب الرئيس الجديد في 20 يناير بعد انتهاء إجراءات الانتخابات. كان المُجمَع الانتخابي هو الأساس الذي قامت عليه انتخابات الرئاسة الأميركية لعدة قرون، واستهدفت العملية بشكل أساسي أن يلعب كُلًا من التصويت الشعبي وممثلي الولاية دورًا في اختيار زعيم البلاد.
الفوز بالرئاسة دون تصويت شعبي: خمس مرات في تاريخ الولايات المتحدة
فاز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة في عام 2016 من خلال تأمين أصوات المجمَع الانتخابي على الرغم من خسارته للتصويت الشعبي أمام هيلاري كلينتون. كانت تلك هي المرة الخامسة في تاريخ الولايات المتحدة التي يفوز فيها مُرشَح للرئاسة دون الحصول على أغلبية الأصوات الشعبية. ويزعم المنتقدون لهذا النظام أن المُجمَع الانتخابي قد عفا عليه الزمن، ولكن برغم ذلك فشلت أكثر من 700 محاولة لإصلاحه أو إلغائه. نسرد فيما يلي أبرز هذه المحاولات:
- 1824: جون كوينسي آدامز (ديمقراطي-جمهوري) ضد أندرو جاكسون (ديمقراطي)
- 1876: رذرفورد ب. هايز (جمهوري) ضد صامويل تيلدن (ديمقراطي)
- 1888: بنيامين هاريسون (جمهوري) ضد جروفر كليفلاند (ديمقراطي)
- 2000: جورج دبليو بوش (جمهوري) ضد آل جور (ديمقراطي)
- 2016: دونالد ترامب (جمهوري) ضد هيلاري كلينتون (ديمقراطية)
ترامب يفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024: العودة إلى سياسات “أمريكا أولًا”
حصل دونالد ترامب رسميًا على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة 2024 في 24 أغسطس خلال المؤتمر الوطني الجمهوري، وذلك بعد الفوز بتأييد أكثر من 1,234 مندوبًا، وهو الحد الأدنى المطلوب للفوز بالترشح. وسمح تفوق ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بتجاوز هذه العتبة بسهولة. وأكدت حملته آنذاك على العودة إلى السياسات التي تبنتها إدارته السابقة، بما في ذلك التركيز على النمو الاقتصادي، وإصلاح نظام الهجرة، والسياسة الخارجية.
بايدن ينسحب من سباق 2024 بعد مناظرة ترامب، وكامالا هاريس تتولى القيادة
أعرب الرئيس الحالي جو بايدن عن نيته الترشح لإعادة انتخابه برفقة كامالا هاريس كنائبة له، إلا أنه أعلن الانسحاب من السباق الرئاسي في 21 يوليو.
واجه بايدن انتقادات واسعة النطاق بشأن أداؤه في المناظرة الرئاسية الأولى أمام دونالد ترامب في 27 يوليو 2024. وقال المراقبون أن بايدن بدا مشوشًا وأعطى إجابات غير واضحة، كما واجه صعوبة في التحدث بشكل واضح وعرض إحصائيات تفصيلية. أدى هذا الأداء الضعيف إلى دعوات متزايدة من كبار الديمقراطيون ووسائل الإعلام الرئيسية التي طالبته بالانسحاب من سباق البيت الأبيض. وبلغت الأمور ذروتها في 19 يوليو 2024 حيث أصدر أكثر من 30 عضوًا بارزًا في الحزب الديمقراطي بيانًا حثوا فيه بايدن على التنحي قبل أن يرضخ في نهاية المطاف ويقرر الانسحاب في يوليو 2024.
أدى قرار بايدن بالانسحاب إلى تسليط الضوء على عدد من المُرشحين البارزين في الحزب الديمقراطي، ثم تطورت الأمور سريعًا لتفوز نائبة الرئيس كامالا هاريس بترشيح الحزب الديمقراطي، وذلك بدعم من الرئيس بايدن نفسه.
ترامب يختار جيه دي فانس كمُرشح لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2024
اختار دونالد ترامب السيناتور عن ولاية أوهايو جيه دي فانس ليكون نائبه في انتخابات الرئاسة لعام 2024. فانس هو جندي سابق في مُشاة البحرية الأمريكية ومؤلف كتاب “Hillbilly Elegy”، ويشتهر بعلاقته القوية مع الناخبين من الطبقة العاملة. وركز فانس بصفته عضوًا في مجلس الشيوخ على القضايا الاقتصادية وإصلاح الهجرة والأمن القومي. وبدى أن خطاب فانس الشعبوي ينسجم مع سياسات ترامب والذي وجد فيه فُرصة سانحة لتعزيز حظوظه في أوساط القاعدة الجمهورية قبل الانتخابات.
كامالا هاريس تختار تيم والز نائبًا لها لتعزيز جاذبيتها في الغرب الأوسط
اختارت نائبة الرئيس كامالا هاريس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز كـ نائب لها في انتخابات الرئاسة 2024. والز هو مُدرس سابق ومُحارب قديم في الحرس الوطني، واختارته هاريس على ما يبدو بفضل قيادته التقدمية وقدرته على التواصل مع الناخبين في الغرب الأوسط. وساعدت خلفية والز في المناطق الريفية في مينيسوتا وخبرته في التعامل مع الانقسام الحكومي أثناء عمله كحاكم للولاية في الترقي من سياسي مغمور نسبيًا إلى مرشح لمنصب نائب الرئيس. ويهدف هذا الاختيار الاستراتيجي على ما يبدو إلى تعزيز جاذبية هاريس في الولايات الرئيسية المتأرجحة، وهو ما وضع والز كلاعب رئيسي في الحملة الموجهة ضد دونالد ترامب.
صراع الرؤى: ترامب ضد هاريس في السباق الرئاسي 2024
يخوض دونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، سباق الرئاسة لعام 2024 كمُرشح عن الحزب الجمهوري. يشتهر ترامب بـ نهجه غير التقليدي في السياسة الأمريكية، حيث يركز برنامجه على النمو الاقتصادي، وتشديد سياسات الهجرة، والحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة في العالم. ويسعى ترامب للعودة إلى منصبه من خلال التركيز على قضايا جوهرية مثل تأمين الحدود، وتخفيف القيود الحكومية، ومكافحة التضخم. كما تؤكد حملته الانتخابية على سياسات “أمريكا أولًا”، لا سيما في مجال التجارة والعلاقات الخارجية.
على الضفة الأخرى، تسعى كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالية والمُرشحة الديمقراطية، إلى أن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة. ويركز برنامج هاريس على العدالة الاجتماعية وإصلاح الرعاية الصحية وقضايا تغير المناخ. كما تدافع المرشحة الديمقراطية عن مصالح الطبقة المتوسطة، وتسهيل الوصول إلى برامج الرعاية الصحية، ومعالجة عدم العدالة في الوصول إلى الفرص على أساس العرق والجنس. وتدافع هاريس أيضًا بصفتها عضوًا سابقًا في مجلس الشيوخ والنائب العام لولاية كاليفورنيا، عن إصلاح نظام العدالة الاجتماعية، وحقوق التصويت، والسياسات التي تهدف إلى معالجة آثار تغير المناخ.
هاريس تنتصر في المناظرة الأولى، وترامب يرفض المواجهة الثانية
شهدت المناظرة الرئاسية الأولى مواجهة مثيرة بين كامالا هاريس ودونالد ترامب حيث تبادلا نقاشات ساخنة وآراءً متناقضة على مدار 90 دقيقة. نجحت هاريس في وضع ترامب مرارًا وتكرارًا في موقف دفاعي، حيث وجهت له انتقاضات حادة بسبب ما وصفته بمحدودية تجمعاته الانتخابية، وتأييده لأعمال الشغب في الكابيتول، والانتقاضات التي يوجهها مسؤولون سابقون في إدارته. أفقدت هذه الهجمات ترامب توازنه في معظم الأوقات، حيث ركز على الدفاع عن نفسه بأكثر من مناقشة القضايا الرئيسية. ويرى المراقبون أن هاريس نجحت في توجيه دفة المناظرة لصالحها في مواضيع مثل الاقتصاد والإجهاض، بينما كافح ترامب لإيصال رسالته إلى الناخبين. وأشارت استطلاعات الرأي وأسواق التوقعات إلى أن كامالا هاريس تفوقت على خصمها في المناظرة الأولى، وهو ما دفع حملتها إلى الضغط باتجاه تنظيم مناظرة ثانية بفضل الثقة في أدائها القوي.
برغم ذلك، أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب أنه لن يشارك في مناظرة تلفزيونية ثانية قبل إقامة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر لأن “الوقت متأخر جدًا”.
النتائج المُحتمَلة: ترامب في مواجهة هاريس
يرى المحللون أن فوز ترامب بانتخابات الرئاسة 2024 يعني العودة إلى السياسات المثيرة للجدل التي تبناها في ولايته الأولى. ويزعم المنتقدون أن تركيزه على التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود التنظيمية يصب في صالح الشركات الكبرى والأثرياء، وهو ما قد يفاقم التفاوت في الدخل. كما يُنظر إلى تركيز ترامب على تعزيز إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة، خاصةً الوقود الأحفوري، على أنه خطوة إلى الوراء في معالجة قضايا تغير المناخ.
كما يخشى منتقدو ترامب من أن تؤدي سياسته إلى ارتفاع العجز بدرجة قد تفضي في نهاية المطاف إلى تأجيج الضغوط التضخمية. علاوة على ذلك، فإن سياسة المواجهة التجارية وتركيزه على إعادة الوظائف إلى الداخل الأمريكي قد تفيد في البداية في خلق فرص عمل، ولكنه يخاطر في المقابل بزعزعة استقرار العلاقات التجارية ورفع تكلفة الواردات. وعلى الصعيد العالمي، يرى المحللون أن هذا التوجه قد يؤدي إلى تفاقم التفاوت في الدخل. وتشير التوقعات إلى أن رئاسة ترامب قد تشهد تزايد توتر العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين، بالإضافة إلى تصاعد حدة المواجهة مع الصين، في حين قد يضر الدولار القوي بالصادرات الأمريكية. من بين التبعات المُحتمَلة لفوز ترامب ارتفاع أسعار الذهب، والتي ستتفاعل غالبًا مع حالة عدم اليقين السياسي في ظل بيئة دولية أكثر تقلبًا.
من ناحية أخرى، يرى المحللون أن فوز هاريس يعني استمرار العديد من سياسات بايدن الحالية، ولكن بأجندة أكثر تقدمية. وقد تواجه خططها لتوسيع الرعاية الصحية، والحد من التفاوت في الدخل، وتنفيذ الضرائب التصاعدية معارضة سياسية كبيرة قد تتطور لاحقًا إلى جمود تشريعي في الكونجرس. على الجانب الأخر، قد يعزز نهج هاريس في الاستثمار في الطاقة النظيفة والبنية التحتية خلق فرص العمل في القطاعات الناشئة، لكن المنتقدين قلقون بشأن تأثير ذلك على فقدان الوظائف في الصناعات التقليدية، مثل الوقود الأحفوري. وفيما يتعلق بالتضخم، قد يؤدي تركيزها على الخدمات الاجتماعية والإنفاق الحكومي إلى تأجيج المخاوف التضخمية، على الرغم من أن المؤيدين يزعمون أنه سيدعم الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل من خلال الاستثمار في الرفاهية العامة. ويحذر المحللون من أنه في ظل حكم هاريس قد يضعف الدولار الأمريكي قليلاً، متأثرًا بزيادة الإنفاق الحكومي والتركيز على الدبلوماسية الدولية. وعلى العكس من ذلك، قد تستقر أسعار الذهب أو تنخفض إذا تعززت التحالفات العالمية تحت قيادتها، مما يخفف من مخاوف السوق. وعلى صعيد السياسة النقدية، من المرجح أن تتوافق سياسات هاريس مع استمرار أسعار الفائدة المعتدلة، على الرغم من أن ارتفاع التضخم قد يدفع إلى زيادات أكثر حدة في المستقبل.
انتخابات 2024: سباق شديد التقارب نحو البيت الأبيض
تدخل انتخابات 2024 مرحلتها النهائية مع عدم وجود خطط لعقد مناظرة رئاسية ثانية، مما يترك الباب مفتوحًا أمام “مفاجآت أكتوبر” كأوراق رابحة في يد الجميع. اكتسب دونالد ترامب أرضية في الآونة الأخيرة، خاصة في الولايات الرئيسية المتأرجحة مثل ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا. تظهر استطلاعات الرأي أن ترامب يتقدم بين الشباب، بينما تتصدر كامالا هاريس الصدارة بين الشابات. ومع بقاء السباق متقاربًا، تركز كلتا الحملتين على التركيبة السكانية للناخبين، مما يجعل هذه واحدة من الانتخابات الأكثر منافسة في التاريخ الحديث.
تشير استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة الرئيسية إلى سباق متقارب بشدة بين دونالد ترامب وكامالا هاريس. تمتلك الولايات التي تشكل ساحة مشتعلة للمعركة الانتخابية ــ بنسلفانيا، وكارولينا الشمالية، وجورجيا، وميشيغان، وأريزونا، وويسكونسن، ونيفادا ــ 93 صوتا انتخابيا في المجمع الانتخابي. ويتقدم ترامب بفارق ضئيل في جورجيا وأريزونا وكارولينا الشمالية، بينما تتفوق هاريس في ميشيغان وويسكونسن ونيفادا. وتظل بنسلفانيا متقاربة بشكل استثنائي. وإذا استمرت هذه الهوامش الضئيلة للغاية، فقد يحدد التحول الطفيف نتيجة الانتخابات لصالح أي من المرشحين.
من المتوقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2024 سباقًا متقاربًا لم نرى مثله من قبل. تشير استطلاعات الرأي إلى هامش ضيق بين المرشحين. برغم ذلك، تظل استطلاعات الرأي “علمًا غير دقيق”، حيث تلتقط صورة سريعة للآراء في لحظة معينة، وقد تتغير تفضيلات الناخبين مع ظهور معلومات جديدة أثناء الحملة. ومع اقتراب السباق من مرحلته النهائية، وحسم العديد من الناخبين لقراراتهم بالفعل، تشير استطلاعات الرأي إلى نتيجة متقاربة للغاية، وخاصة في الولايات المتأرجحة الرئيسية.
خاتمة
تشكل الانتخابات الرئاسية لعام 2024 لحظة محورية في تاريخ الولايات المتحدة، مع وجود رؤيتين متناقضتين قد تشكلان مستقبل الأمة الأمريكية. يقدم كل من دونالد ترامب وكامالا هاريس برامج متناقضة، من السياسات الاقتصادية إلى الإصلاحات الاجتماعية. ومع دخول السباق مرحلته النهائية، تظهر استطلاعات الرأي منافسة متقاربة في الولايات التي تشكل ساحة المعركة الرئيسية، وهو ما يجعل النتيجة غير مؤكدة إلى حد كبير. وفي ظل عدم وجود مناظرة ثانية والمفاجآت المحتملة التي لا تزال تلوح في الأفق، يركز كلا المرشحين على التركيبة السكانية الحاسمة للناخبين، مما يمهد الطريق لواحدة من أكثر الانتخابات تنافسية في التاريخ الحديث. ستؤثر النتيجة بشكل كبير على المشهد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد.