يشهد هذا الأسبوع صدور عدد كبير من المؤشرات الاقتصادية الحاسمة وتقارير أرباح الشركات التي من المتوقع أن تُعيد تشكيل توقعات السوق في الفترة المقبلة. يجتمع بنك الاحتياطي النيوزيلندي يوم الأربعاء، 9 أكتوبر، للمرة الأولى بعد خفض سعر الفائدة النقدي في الاجتماع السابق، وهي الخطوة التي تأثيرها الفعلي على التضخم والدولار النيوزيلندي. ستصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلكينين في الولايات المتحدة، والذي يعد أحد مقاييس التضخم الرئيسية، يوم الخميس القادم، فيما سيشهد يوم الجمعة صدور تقارير الناتج المحلي الإجمالي من المملكة المتحدة وبيانات التوظيف الكندية، والتي ستوفر مزيدًا من الرؤى حول أداء الاقتصاد العالمي. علاوة على ذلك، ستُصدر عدد من الشركات الكبرى، بما في ذلك كوستكو ودلتا إيرلاينز وجي بي مورجان تشيس وويلز فارجو، تقارير أرباحها الفصلية، والتي ستؤثر أيضًا على معنويات المستثمرين قبيل نهاية الأسبوع.
الأحداث الاقتصادية ذات التأثير المرتفع
الخميس 15:30 (توقيت جرينتش +3) – الولايات المتحدة: مؤشر أسعار المستهلكين (شهري) (الدولار الأمريكي)
الجمعة 09:00 صباحًا (توقيت جرينتش +3) – المملكة المتحدة: الناتج المحلي الإجمالي – شهري (جنيه إسترليني)
الجمعة 15:30 (توقيت جرينتش +3) – كندا: التغير في التوظيف (الدولار الكندي)
الجمعة 15:30 (توقيت جرينتش +3) – الولايات المتحدة: مؤشر أسعار المنتجين (الدولار الأمريكي)
الأربعاء 9 أكتوبر
04:00 صباحًا – نيوزيلندا: سعر الفائدة النقدي (الدولار النيوزيلندي)
يجري بنك الاحتياطي النيوزيلندي مراجعة دورية لأسعار الفائدة كل ستة أسابيع، والتي تُحدد بدورها تسعير القروض للبنوك التجارية. يعتبر سعر الفائدة أداة رئيسية للسياسة النقدية للبنك المركزي، والتي تستهدف إدارة قوة الدولار النيوزيلندي. يؤدي رفع الفائدة عادةً إلى ارتفاع الدولار النيوزيلندي من خلال اجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية ودعم الطلب على العملة. وبالتالي، يراقب المشاركون في السوق عن كثب التغيرات في أسعار الفائدة لتحديد تأثيرها المحتمل على الدولار النيوزيلندي.
خفض بنك الاحتياطي النيوزيلندي سعر الفائدة النقدي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.25%، وذلك بالتوازي مع عودة اتجاهات التضخم إلى النطاق المستهدف بين 1-3%. وتتوافق توقعات التضخم، وسلوك التسعير، ومقاييس التضخم الأخرى مع سيناريو التضخم المنخفض والمستقر. وبرغم أن معدلات النمو الاقتصادي لا تزال دون الاتجاه العالمي بالتوازي مع تراجع التضخم، تباطأ معدل تضخم الواردات إلى مستويات ما قبل الجائحة. لا يزال التضخم في قطاع الخدمات مرتفعًا، ولكن من المتوقع أن يتراجع بالتوازي مع تحسن القدرات الاقتصادية. ستعتمد وتيرة التيسير النقدي في المستقبل على استقرار معدلات التضخم على حدود المستوى المستهدف عند 2%.
يتوقع المحللون خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
الخميس 10 أكتوبر
15:30 – الولايات المتحدة: مؤشر أسعار المستهلكين الشهري (الدولار الأمريكي)
يقيس مؤشر أسعار المستهلكين التغير في الأسعار التي يدفعها المستهلكون مقابل سلة من السلع والخدمات، وهو ما يعكس أنماط الإنفاق لدى المستهلكين الحضريين والعاملين بأجر. يشمل ذلك مؤشرات فرعية مثل مؤشر أسعار المستهلكين (CPI-U) لجميع المستهلكين الحضريين ومؤشر أسعار المستهلكين (CPI-W) للعاملين بأجر في المناطق الحضرية، وبالتالي يغطي أكثر من 90% من سكان الولايات المتحدة. يتتبع مؤشر أسعار المستهلكين التضخم من خلال مقارنة الأسعار الحالية بفترة أساس مرجعية.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.2% في أغسطس 2024، وهي نفس الزيادة المسجلة في يوليو. وعلى مدار العام الماضي، ارتفع المؤشر بنسبة 2.5%، وهو أقل ارتفاع منذ فبراير 2021. قادت تكاليف المأوى الارتفاع، حيث زادت بنسبة 0.5%، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 0.1% وانخفضت أسعار الطاقة 0.8%. وباستثناء الغذاء والطاقة، ارتفع المؤشر بنسبة 0.3%.
يتوقع المحللون زيادة قدرها 0.1%.
الجمعة 11 أكتوبر
09:00 صباحًا – المملكة المتحدة: الناتج المحلي الإجمالي (الشهري) (جنيه إسترليني)
يقيس الناتج المحلي الإجمالي حجم اقتصاد الدولة ومستوى النمو خلال فترة زمنية معينة، تكون عادةً فصلية أو سنوية. يُحسب هذا المؤشر من خلال جمع قيمة السلع والخدمات المنتجة داخل الاقتصاد، أو الدخل المكتسب، أو حجم الإنفاق. يستحوذ إنفاق الأسر على نصيب الأسد، حيث يشكل نحو ثلثي قيمة الناتج المحلي الإجمالي. يعكس نمو الناتج المحلي الإجمالي توسع الاقتصاد، ولكنه في نفس الوقت لا يسلط الضوء على كافة جوانب الرفاهية الاقتصادية.
سجل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في المملكة المتحدة نموًا بنسبة 0.5% خلال الربع الثاني من 2024، وذلك بعد تنقيحه نزوليًا من التقديرات الأولية البالغة 0.6%. ونما الناتج المحلي على أساس سنوي بنسبة 0.7%. أظهرت بيانات يوليو 2024 نموًا صفريًا، حيث أدى انكماش قطاعات البناء والتصنيع إلى تلاشي مكاسب النمو في قطاع الخدمات.
يتوقع خبراء الاقتصاد نموا بنسبة 0.2%.
15:30 – كندا: التغير في التوظيف (الدولار الكندي)
يقيس هذا التقرير عدد الأفراد العاملين خلال الشهر السابق. وبشكل عام، يؤثر التقرير إيجابًا على العملة عندما تأتي القراءة الفعلية أفضل من المتوقعة.
لم يشهد قطاع التوظيف سوى تغير طفيف في أغسطس، مع زيادة متواضعة قدرها 22 ألف وظيفة (+0.1%)، في حين ارتفع معدل البطالة إلى 6.6%. ونما التوظيف بشكل ملحوظ بين النساء في سن العمل الأساسي، وفي قطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية والتمويل، لكنه انخفض في الخدمات والقطاعات المهنية والمرافق. وارتفعت الأجور بنسبة 5.0% على أساس سنوي، مع متوسط الأرباح بالساعة عند 35.16 دولار.
يتوقع خبراء الاقتصاد زيادة قدرها 34.6 ألف وظيفة.
15:30 – الولايات المتحدة: مؤشر أسعار المنتجين (الدولار الأمريكي)
يقيس مؤشر أسعار المنتجين متوسط التغير في الأسعار التي يتلقاها المنتجون مقابل السلع والخدمات ومواد البناء. يغطي المؤشر مجموعة واسعة من الصناعات ويُستخدم جنبًا إلى جنب مع مؤشرات اقتصادية أخرى مثل مؤشر أسعار المستهلكين، الذي يقيس التغيرات في الأسعار من منظور المشتري. ويمكن أن يكون للنمو في المؤشر تأثير إيجابي على قوة الدولار.
ارتفع مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي في أغسطس بنسبة 0.2%، وذلك مقارنة مع تغير صفري في يوليو. وعلى مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 1.7%. وكان هذا الارتفاع مدفوعًا بارتفاع بنسبة 0.4% في أسعار خدمات الطلب النهائي، في حين ظلت أسعار السلع دون تغيير. وباستثناء الغذاء والطاقة والخدمات التجارية، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.3% في أغسطس و3.3% على مدار العام.
يتوقع خبراء الاقتصاد زيادة متواضعة قدرها 0.1%.
أرباح الشركات (7-11 أكتوبر)
الأربعاء 9 أكتوبر: COST (Costco Wholesale Corp)
الخميس 10 أكتوبر: DAL (Delta Air Lines, Inc)
الجمعة 11 أكتوبر: JPM (JPMorgan Chase & Co)
الجمعة 11 أكتوبر: WFC (Wells Fargo & Co)
خاتمة
سيشهد هذا الأسبوع صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية وتقارير الأرباح التي من المتوقع أن تقدم رؤى حاسمة حول ظروف الاقتصاد العالمي وتؤثر بالتبعية على اتجاهات السوق. سيلعب قرار بنك الاحتياطي النيوزيلندي بشأن سعر الفائدة النقدي دورًا محوريًا في تشكيل توقعات التضخم، فيما ستُسلط مؤشرات أسعار المستهلكين والمنتجين في الولايات المتحدة الضوء حول اتجاهات التضخم في الاقتصاد الأكبر عالميًا. علاوة على ذلك، تمثل أرقام الناتج المحلي في المملكة المتحدة والتوظيف في كندا محددات رئيسية للمسار الاقتصادي في تلك البلدان. إذا أضفنا إلى ما سبق صدور سلسلة من تقارير أرباح الشركات الكبرى، فمن المرجح أن تؤثر هذه العوامل مجتمعة على معنويات المستثمرين وطبيعة تموضعهم في السوق على المدى القريب.