6 أغسطس 2024 | FXGT.com
: أوقات مضطربة للنفط: الضغوط الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية تُغذي تقلبات الأسعار
جدول المحتويات
انخفضت أسعار خامي برنت وغرب تكساس الوسيط بشكل حاد بسبب ضعف الطلب من اقتصادات قوية مثل الولايات المتحدة والصين. وفي خطوة غير متوقعة، خفضت أرامكو أسعار البيع لأوروبا والولايات المتحدة بينما رفعتها لآسيا، في إشارة إلى ثقة عملاق النفط السعودي في قدرة المنطقة على الصمود. في هذه الأثناء، أدت الاضطرابات السياسية في ليبيا إلى توقف إنتاج النفط في بعض الحقول، وهو ما ساهم في زيادة توترات السوق. ارتفع مؤشر التقلب VIX، والذي يعكس قلق المستثمرين تجاه التطورات الراهنة والمستقبلية، في خضم عمليات بيع الأسهم العالمية ومخاوف الركود المتزايدة. يشير التحليل الفني إلى انخفاضات أخرى في الأسعار، كما يرسم صورة معقدة ومثيرة للقوى التي تشكل سوق النفط اليوم.
النمو الاقتصادي العالمي يؤثر على أسعار النفط
انخفض خام برنت إلى ما دون 76 دولار للبرميل ليمحو كافة مكاسبه التي حققها على مدار ثلاثة عشر شهرًا، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى ما دون 72 دولار للبرميل، مسجلاً سلسلة من القمم والقيعان المتناقصة على مدار خمسة أسابيع. جاءت هذه الخسائر على خلفية مخاوف متزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية وضعف الطلب، وخاصة من الولايات المتحدة والصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
شهد سوق النفط خسائر على مدار أربعة أسابيع متتالية وسط إشارات ضعف الطلب في كل من الولايات المتحدة والصين. أعلنت الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع عن خطط لتعزيز الاستهلاك المحلي في محاولة لتحفيز الطلب. ولا تزال السوق حذرة للغاية على الرغم من تخفيضات إمدادات أوبك + بإجمالي 5.86 مليون برميل يوميًا والمخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة في الشرق الأوسط. كما أن المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، واحتمال دخوله في حالة ركود، تثقل كاهل الأسعار بشدة.
السعودية تعدل أسعار النفط
قررت شركة النفط والغاز الطبيعي المملوكة للحكومة السعودية، أرامكو، تعديل أسعار النفط الخام. خفضت أرامكو أسعارها لأوروبا والولايات المتحدة بسبب ضعف الطلب، وكانت أشد التخفيضات 2.75% لأوروبا و0.75% للولايات المتحدة. من ناحية أخرى، رفعت أرامكو أسعار التوريد للمشترين الآسيويين لأول مرة منذ ثلاثة أشهر بعد تخفيضات سابقة، وهو ما يشير إلى الثقة في قوة الطلب على الطاقة في المنطقة. ويأتي هذا القرار وسط تقارير عن تراجع استهلاك الديزل في الصين وضعف قطاع التصنيع، وهو ما يتحدى فكرة الطلب الصيني القوي على الوقود على الرغم من رفع أرامكو للأسعار.
ليبيا تخفض الإنتاج
وفقا لبلومبرج، اتهمت الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا جهات أخرى بالانخراط في “الابتزاز السياسي” من خلال التحريض على خفض الإنتاج في أكبر حقل نفطي في البلاد، حقل الشرارة. وذكرت مصادر مطلعة على الوضع أن الإنتاج في حقل الشرارة انخفض بما لا يقل عن 50 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 210 آلاف برميل. وجاء هذا الانخفاض بعد أن تلقى العمال مساء السبت تعليمات بخفض الإنتاج من الحقل الجنوبي. غذت هذه الأحداث القلق في ظل حالة عدم اليقين العالمية في سوق النفط.
خسائر الأسهم العالمية
تشهد أسواق الأسهم العالمية ضغوطًا هبوطية حادة في ظل عمليات بيع مكثفة، جنبًا إلى جنب مع تقارير الأرباح المخيبة للآمال والمخاوف من الركود المحتمل. وبسبب هذه المخاوف الاقتصادية، من المتوقع أن تنخفض أسعار النفط بشكل أكبر في الأمد القريب. على وجه التحديد، وصلت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر يوم الاثنين حيث تسببت المخاوف من الركود الوشيك في انهيار أسواق الأسهم.
مؤشر الخوف يقفز إلى أعلى نقطة منذ عام 2020
ارتفع مؤشر التقلبات VIX، الذي يقيم التقلبات المتوقعة في سوق الأسهم بناءً على تسعير خيارات S&P 500، فوق 65 نقطة صباح الاثنين، وهو ما يعكس حالة عدم اليقين بين المستثمرين ويرجح ضعف النمو العالمي. أدى ضعف الطلب على النفط إلى انخفاض أسعار النفط بأكثر من 8٪ مقارنة بالشهر السابق.
تشير السوابق التاريخية إلى تزامن مثل هذه الارتفاعات في مؤشر التقلبات VIX في كثير من الأحيان مع انخفاضات كبيرة في السوق، لكنها قد تكون قصيرة الأجل وقد تحدث قبل انتعاش السوق.
الأهداف الفنية للأسعار
واصل النفط الخام مساره الهبوطي منذ 5 يوليو، وتحديدًا عندما شكلت حركة السعر نموذج انعكاس هبوطي لشمعة النجم الساقط. وكما كان متوقعًا، شكلت الأسعار قممًا وقيعانًا متناقصة، في حين سجل مذبذب الزخم ومؤشر القوة النسبية (RSI) قيمًا أقل من خط الأساس 100 و50 على التوالي. ومن خلال ربط أداة تصحيح فيبوناتشي بالموجة الأخيرة، يمكن حساب مستويين محتملين للدعم. الأول يظهر عند 68.26 دولار للبرميل، بالتزامن مع الموجة الأخيرة في 12 ديسمبر 2023، وامتداد فيبوناتشي 261.8%. يحدد هذا السيناريو هدفًا هبوطيًا عند 61.82، والذي يمثل امتداد فيبوناتشي 423.6% للموجة المذكورة.
خاتمة
أدى ضعف التوقعات الاقتصادية العالمية إلى انخفاض أسعار النفط، حيث تراجع خام برنت إلى ما دون 76 دولار للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 72 دولار للبرميل. ويغذي الطلب الضعيف من الولايات المتحدة والصين، على الرغم من تخفيضات إمدادات أوبك+، استمرار موجة الخسائر حتى الآن. وردت أرامكو بخفض الأسعار لأوروبا والولايات المتحدة، ولكنها رفعتها لآسيا، مما يدل على الثقة في الطلب الآسيوي، وذلك على الرغم من ضعف استهلاك الديزل وتباطؤ قطاع التصنيع في الصين.
خفض حقل الشرارة النفطي، وهو أكبر حقل نفطي في ليبيا، الإنتاج بمقدار 50 ألف برميل يوميًا بسبب الاضطرابات السياسية، مما غذى حالة الضبابية التي تعاني منها الأسواق المالية. كما تتعرض أسواق الأسهم العالمية لضغوط سلبية، حيث أدت عمليات البيع الكبيرة ومخاوف الركود إلى دفع العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر. ارتفع مؤشر التقلبات VIX وسط حالة من عدم اليقين بين المستثمرين في ظل مخاوف ضعف النمو العالمي. يشير التحليل الفني إلى المزيد من الانخفاضات المحتملة لسعر النفط، فيما تتواجد مستويات الدعم عند 68.26 دولار وهدف هبوطي عند 61.82 دولار للبرميل.
ساعدنا في تحسين هذه المقالة.
أرسل تعليقات إضافية
إخلاء المسؤولية: أي مواد أو معلومات منشورة هنا مُخصصة لأغراض تسويقية عامة فحسب، ولا تُشكل نصيحة أو توصية استثمارية أو دعوة لشراء أي أداة مالية و/أو المشاركة في أي معاملة مالية. المستثمر هو المسؤول الوحيد عن مخاطر قراراته الاستثمارية، وإذا ارتأى أن أي استثمار مناسب من وجهة نظره، ينبغي عليه طلب استشارة مهنية مستقلة بخصوص ذلك قبل اتخاذ أي قرار. لا تضع التحليلات والتعليقات المقدمة هنا في الاعتبار أهدافك الاستثمارية أو ظروفك المالية أو احتياجاتك الشخصية. يرجى قراءة إخلاء المسؤولية عن أبحاث الاستثمار غير المستقلة كاملًا من
هنا.
الإفصاح عن المخاطر: عقود الفروقات هي أدوات مالية مركبة وتنطوي على مخاطر مرتفعة لخسارة أموالك بسرعة. اقرأ بيان الإفصاح عن المخاطر كاملاً
هنا.