واجه الدولار الأمريكي ضغوطًا قوية بعد إشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر، وهو ما أدى إلى انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي يوم الجمعة الماضية بنسبة 0.83%. برغم ذلك، التقطت العملة الخضراء أنفاسها بعد ارتفاع طلبيات السلع المعمرة في الولايات المتحدة وضعف المعنويات الاقتصادية في ألمانيا، وهو ما ساعد الدولار على استعادة جزء من خسائره الأسبوعية. تفاعل زوج EURUSD مع تلك التطورات حيث هبط اليورو بنسبة 0.3%.
قفزت طلبيات السلع المعمرة في الولايات المتحدة بنسبة 9.9% في يوليو 2024، مدعومةً بطفرة في الطلب على معدات النقل. ويتناقض هذا الأداء القوي مع تنامي التحديات الاقتصادية في ألمانيا، حيث هوت ثقة الشركات وفق القراءة الأخيرة، وهو ما خلق بيئة داعمة للعملة الأمريكية. ساهمت تلك التطورات في ارتداد مؤشر الدولار من إحدى مستويات الدعم الرئيسية، حتى برغم أنه لا يزال يترنح داخل سوق عرضية ممتدة.
لا يزال الدولار الأمريكي هشًا بعد أن تكبد خسارة بحدود 0.83% يوم الجمعة بعد إشارات قوية من الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض الفائدة. برغم ذلك، تراجع زوج EURUSD في تعاملات الأمس 0.3% بعد أن تلاقت القراءة الأولية لتقرير طلبيات السلع المعمرة في الولايات المتحدة مع صدور توقعات متشائمة بشأن الاقتصاد الألماني. وعلى أية حال، نجح مؤشر الدولار في الارتداد من مستوى الدعم المحوري 100.617 ليعوض جزءًا من خسائره الأسبوعية البالغة 1.68%.
أعلن مكتب الإحصاء الأمريكي عن قفزة كبيرة في الطلبيات الجديدة للسلع المعمرة المُصنِعة، حيث ارتفعت بنسبة 9.9% إلى 289.6 مليار دولار، بدعم رئيسي من طلبيات معدات النقل. وكانت الزيادة الأخيرة هي الخامسة خلال الأشهر الستة الماضية، وذلك بعد انخفاضها 6.9% في يونيو. كما ارتفعت الشحنات بنسبة 1.1% إلى 291.1 مليار دولار، فيما سجّلت المخزونات والطلبيات غير المُكتملة نموًا متواضعًا. الجدير بالذكر أنّ السلع الرأسمالية غير الدفاعية ارتفعت بنسبة 41.9%، في إشارة إلى الطلب القوي في هذا القطاع. ويُسلط التقرير الضوء على التقلبات المستمرة في القطاع التصنيعي، حيث لعبت معدات النقل دورًا محوريًا في النمو الأخير.
انخفض مؤشر IFO لمناخ الأعمال في ألمانيا من 87.0 نقطة في يوليو إلى 86.6 نقطة. وبرغم أن القراءة الأخيرة جاءت أفضل من توقعات المحللين، إلا أنها تعكس تزايد التشاؤم بين الشركات الألمانية. وشهد القطاع التصنيعي هو الآخر انكماشًا قويًا حيث أصبحت الشركات أقل رضا عن الوضع الحالي، كما أفصحت عن انخفاض في تراكم الطلبيات. كان أداء قطاع الخدمات هو الآخر ضعيفًا مع تدهور في مناخ الأعمال والتوقعات المستقبلية. وفي حين شهد قطاع التجارة تحسنًا طفيفًا، إلا أنه اعتمد بشكل رئيسي على توقعات أقل تشاؤمًا. حافظ قطاع البناء على استقراره مع زيادة طفيفة في مستوى الرضا العام رغم تراجع التوقعات. ترجح البيانات بشكل عام أن الاقتصاد الألماني يواجه ضغوطًا متزايدة في ظل تدهور ثقة الشركات عبر مختلف القطاعات.
ظل مؤشر الدولار الأمريكي محصورًا داخل نطاق عرضي منذ عام 2023، والذي يتواجد حده العلوي عند 107.348 والحد السُفلي عند 99.578. إذا نجح المشترون في السيطرة على السوق ودفع السعر للابتعاد عن القيعان الحالية، فسوف تتواجد ثلاثة أهداف صعودية عند 101.625 و101.799 و102.945. على الجانب الآخر، إذا احتفظ البائعون بالهيمنة على السوق، فسوف تتواجد الأهداف الهبوطية التالية عند 99.945 و99.578 و98.398.
يتسم وضع الدولار الأمريكي بقدر من الحساسية حيث يتعرض لضغوط من توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة، بينما يجد دعمًا من تحسن البيانات الاقتصادية المحلية وضعف الاقتصادات الأوروبية.
وبرغم أن القفزة الأخيرة في طلبيات السلع المعمرة لشهر يوليو قدمت دعمٍا مؤقتًا، تظل التوقعات العامة للعملة الخضراء غير مؤكدة. ومع استمرار مؤشر الدولار في التداول داخل نطاقه العرضي المعتاد، سيراقب المتداولون عن كثب المستويات الفنية الرئيسية لتوقع الاتجاه المستقبلي وسط تضارب الإشارات الاقتصادية.